فيلم الاسكندراني 2024

حقق النجم المصري أحمد العوضي نجاحاً كبيراً بأول بطولة له في فيلم "الإسكندراني". حقق الفيلم نجاحاً باهراً في شباك التذاكر وحظي بإشادة النقاد، ما أثار العديد من التساؤلات بين المشاهدين والجمهور حول قصة الفيلم الذي أخرجه أحمد العوضي. تصدر فيلم "الإسكندراني" إيرادات السينما منذ طرحه بدور العرض الخميس الماضي، محققاً 7.5 مليون جنيه مصري في خمسة أيام.

فيلم الاسكندراني 2024

اتضح أن أحدهم يُشيد بفيلم "الإسكندراني" دون أن يشاهده، فاتصلتُ به لأسأله كيف يُمكنني ذلك. فأجابني مبتسمًا: "المخرج خالد يوسف صديقي، ويجب أن أدعمه، لا سيما وأن هذا الفيلم من أوائل أعماله منذ الأزمة التي مر بها والتي أجبرته على مغادرة مصر". يبدو أن أحدهم، وهو أستاذ جامعي مرموق، كتب مقالًا يُشيد بالفيلم ومهارات المخرج، دون أي معرفة بالتفاصيل الأساسية، كبطل الفيلم أو صاحب القصة، وحتى معرفته بشخصية بيومي فؤاد كانت ناقصة. مع ذلك، حضر العرض الخاص للفيلم بدعوة شخصية من المخرج. ويبدو أن هدفه الرئيسي من هذا المقال كان دعم صديقه المخرج، وليس بالضرورة تقييم الفيلم بناءً على محتواه وجودته. يعكس هذا السؤال واقعًا قاسيًا في صناعة السينما، حيث تلعب العوامل الشخصية والعلاقات الاجتماعية دورًا هامًا في تحديد درجة دعم وقبول فيلم معين، بغض النظر عن جودته أو نجاحه الفني. في الواقع، إذا كان المخرج الشاب في بداية مسيرته الفنية، فقد يواجه تحديات كبيرة في كسب الدعم والقبول، حتى لو أخرج فيلمًا ناجحًا. غالبًا ما يتأثر التقدير والقبول العام بعوامل تتجاوز جودة العمل نفسه، مثل العلاقات الشخصية والمصالح السياسية والاجتماعية. والمثال الذي ذكرته للمخرج المصري الشاب الذي فاز بجائزة في مهرجان سينمائي وتعرض لاعتداء يوضح هذه الحقيقة بوضوح. قد يختلف التفاعل مع أعمال المخرجين الشباب اختلافًا كبيرًا عن التفاعل مع أعمال المخرجين المخضرمين أو ذوي العلاقات الواسعة.

ممثلين فيلم الاسكندراني

  • أحمد العوضي يجسد دور "بكر الإسكندراني".
  • تلعب زينة دور "قمر".
  • حسين فهمي يلعب دور "الخواجة يوناني".
  • رحاب الجمل تلعب دور "مقبولة".
  • عصام السقا يجسد دور "زكي".
  • محمد رضوان يلعب دور "جابر".
  • بيومي فؤاد يلعب دور "علي الإسكندراني".
  • محمود حافظ يلعب دور "يونس".

قصة فيلم الاسكندراني

عندما تشاهد فيلمًا من إخراج أسامة أنور عكاشة وخالد يوسف، قد تتوقع تجربة تدور حول مفاهيم الهوية، و"المواطنين الشجعان"، والحياة في الأحياء المصرية، و"الانفتاح" الثقافي. قد يظن المشاهد أنه سيجد مزيجًا من كل هذه العناصر، مع بعض الإغراء، والجنس، والفقر، والبؤس، والهذيان السياسي. لكن في فيلم "الإسكندراني"، الذي جمع جهودهما، لن تجد أيًا من هذه العناصر المشتركة. بدلًا من ذلك، ستجد مزيجًا غريبًا من الصور، يصعب فهمه نظرًا لدلالاتها وإشاراتها وجمالياتها، والكثير من "شبح" خالد يوسف، الذي يمتد من عهد مبارك إلى حقبة أخرى من التطرف الديكتاتوري المتصاعد. فيلم "الإسكندراني"، بطولة أحمد العوضي، يدور حول شاب يُدعى "بكر" يعمل مراهنًا، ووالده، علي الإسكندراني، الذي يعمل مدرسًا في سوق السمك. يحلم بكر بالثراء السريع، مما يدفعه لسرقة أموال والده لتحقيق حلمه. لكنه يتعرض للسرقة بدوره، فيصفعه والده ويصفعه ويطرده من المنزل. بعد ذلك، يقرر بكر السفر إلى إيطاليا، حيث ينضم إلى عالم المافيا ويجمع ثروة طائلة. يعود إلى الإسكندرية عازمًا على الانتقام من والده ومن كل من خانوه، لكن بكر ينتهي به الأمر متأثرًا بالعقاب النهائي. إلى جانب الأكشن والدراما، يتضمن فيلم "الإسكندراني" قصة حب تُضفي على الفيلم طابعًا رومانسيًا، وهي قصة حب بين "بكر" و"قمر" التي تجسدها الممثلة زينة.

تدور أحداث فيلم "الإسكندراني" في مدينة الإسكندرية، التي تحظى بمكانة خاصة في قلب المخرج أسامة أنور عكاشة. الفيلم تحيةٌ للمدينة وللمخرج الراحل يوسف شاهين، الذي كان معجبًا بها للغاية. تدور أحداث الفيلم حول شخصية "بكر"، الذي يتشاجر مع والده "الحاج علي" وابن عمه "يونس" لكسب رضا الحاج علي وحب "قمر" الجميلة. ورغم حب قمر لبكر، يتزوجها يونس وينجب منها ابنًا يُسميه علي، ليتقرب من عمه أثناء غياب بكر، مما يدفع بكر للانتقام. أمام هذه الحبكة الدرامية، المُنسجمة بإتقان مع أي نوع سينمائي، سواءً أفلامًا كلاسيكية بالأبيض والأسود أو مسلسلات ميلودرامية معاصرة، يُطرح سؤالٌ مهم: هل لا يزال عصر عكاشة وخالد يوسف، الذي كتبا فيه هذا السيناريو وأنتجاه، حاضرًا؟ هل تتحدث الأفلام الرائجة عن "الهوية"؟ لماذا يُثير هذا الموضوع الملل ويُخيب آمال مشاهدي اليوم؟ هل يمكننا أن نجد هويتنا من دون أفلام مثل "الإسكندرية"، أم أن هذا السؤال يبدو عادياً جداً في عصرنا لدرجة أننا نتجنب التفكير فيه بجدية؟

انتقدات فيلم الاسكندراني

المنطق الغريب

ويبدو هذا أمراً غير عادي في سياق النقد الفني في مصر. يمكن أن تساهم الصداقة في زيادة شعبية عمل فني جديد، سواء كان كتابًا جديدًا، أو فيلمًا جديدًا، أو حتى رواية جديدة، ولكن التنافس يمكن أن يؤدي إلى تقييمات سلبية تؤثر على استقباله. يمكن أن تؤدي الصداقات إلى منح جوائز غير مستحقة للأعمال، في حين أن العلاقات المتوترة قد تعرض الأعمال الجيدة للإهمال. لقد غاب النقد بمعناه الأكاديمي والمهني عن المشهد الثقافي لسنوات طويلة. لقد أصبح النقاد الحقيقيون للفن أو الأدب نادرين، مما يجعل النقد مفتوحا للشك، سواء بسبب الثناء غير المعقول أو التحيز غير المبرر. علاوة على ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين لم يقرأوا كتابًا واحدًا عن النقد ما زالوا يطلقون على أنفسهم لقب نقاد. يمكن تعريف النقد بكل بساطة بأنه عملية تحليلية، سواء كانت مكتوبة أو شفهية، تهدف إلى تحليل الأعمال الفنية أو الأدبية بهدف استخراج نقاط القوة والضعف والاختلاف فيها وتحديدها. إن النقد والنقد يكمنان في منهجهما وتركيزهما. يسعى النقد إلى تحليل العمل الفني أو الأدبي بشكل شامل، مع إبراز جوانبه الإيجابية والسلبية. ومن ناحية أخرى، يميل النقد النقدي إلى التركيز فقط على السلبيات، وتسليط الضوء على الأخيرة دون النظر إلى الإيجابيات. في الواقع، يمكن للنقد البناء والمدروس أن يكون مفيدًا في تحسين الأعمال الفنية والأدبية، في حين أن النقد الهدام قد يكون هدامًا دون إضافة أي قيمة. ومن القواعد التي يجب على الأدب والنقد أن يتبعاها هي أن يكونا بناءين، لأن هدفهما هو تحسين وتعزيز الجوانب السلبية في الأعمال الفنية والأدبية. وهذا يعني أن النقد يجب أن يوجه نحو الإصلاح والتطوير، وليس مجرد تراكم الانتقادات التي لا تؤدي إلا إلى تقليص العمل إلى أدنى مستوياته.

مشادة خالد يوسف وطارق الشناوي

أثارت المشادة الكلامية التي وقعت على الهواء مباشرة بين المخرج المصري خالد يوسف والناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، عقب عرض فيلم "إسكندراني" في دور العرض المصرية، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الأخيرة. وبدأ الخلاف بينهما عندما أبدى الناقد طارق الشناوي رأيه في فيلم "إسكندراني" خلال برنامج "مصر الجديدة" على قناة "إخ"، حيث أشار إلى استخدام المخرج للعنف والضرب غير المبرر في سياق الفيلم السينمائي. كما انتقد سرعة عرض الفيلم بسبب اختلاف توقيت كتابة قصة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة وتوقيت عرضها، مؤكداً أنه كان ينبغي تحديث القصة. كما أشار الناقد المصري إلى وجود عيوب في الفيلم رغم نجاحه في شباك التذاكر في دور العرض المصرية، موضحًا أن "الجمهور هو من يحكم على جودة الأعمال المقدمة، وليس المخرج، والفيلم يعاني من عدة عيوب". ودافع الشناوي عن تعليقه الذي وصف فيه المخرج خالد يوسف بـ"الغبي" فيما يتعلق بقصة أسامة أنور عكاشة، قائلاً: "حتى لو حققت أعلى الإيرادات". وأكد أن التصريح لا يحمل أي إهانة ولا يُعتبر إهانة أو تشهيرًا، لكنه أشار إلى توتر خالد يوسف.

من جانب آخر، رفض المخرج خالد يوسف تصريحات الشناوي، مؤكدًا في البرنامج نفسه أن "رؤيته كمخرج تتوافق مع رؤية أسامة أنور عكاشة". وأوضح أنه "متمسك برؤية الكاتب الراحل لأنها تتوافق مع رؤيته، وهو فخور بكل التغييرات التي أجراها على الساحة". أبدى المخرج تردده في استخدام مصطلح "أخرق" في إشارة إلى نجاح أسامة أنور عكاشة، مشيرًا إلى نجاح العديد من أفلامه وحصدها جوائز في المهرجانات السينمائية الكبرى. ووصف المخرج تصريحات طارق الشناوي وكتاباته عن الفيلم بأنها "انطباعات صحفية وليست نقدًا فنيًا". أثارت هذه المشادّة الكلامية انقسامًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصريين؛ فبينما أيّد البعض تصريحات الشناوي حول الفيلم، انحاز آخرون إلى يوسف، معتبرين تصريحاته غير مبررة، والفيلم بمثابة صراع بين جيلين. يتمرد الابن على العمل مع والده في الوكالة الشعبية، ويسافر إلى أوروبا لمدة عشر سنوات. يعود الابن غنيًا وقويًا، ويصطدم مع والده لاختلاف قيمهما. يتصاعد الصراع إلى صراع بين القيم والممتلكات المادية عندما يقرر الابن شراء كل شيء، مما يثير سخرية الأب. ووفقًا للناقد محمد نبيل، يرفض صانعو الأفلام العرب عمومًا قبول النقد الفني إذا تعارض مع رغباتهم. النقد الفني هو دراسة متخصصة للعمل الفني، وتحليل إيجابياته وسلبياته في مجالات كالتمثيل والإخراج والكتابة. إلا أن نبيل يُشير إلى أن هذه الممارسة تُعتبر قلة احترام في العالم العربي، حيث يرفض العديد من صانعي الأفلام قبول النقد ويعتبرونه هجومًا شخصيًا. مع ذلك، يُشير نبيل إلى أن بعض النقاد يُبالغون في انتقاد أعمال المخرجين بشدة، مع أنه يُؤكد أنه لا يُمكن لأي ناقد أن يُسيء إلى قيمته الفنية ليُهاجم عملًا فنيًا شخصيًا. يُذكر أن الناقد الفني طارق الشناوي قد دخل مؤخرًا في عدة معارك نقاشية حول نقده الفني وآرائه، منها خلاف حاد مع الفنان مصطفى قمر وصل إلى المحاكم المصرية. وصف الشناوي فيلم "حريم كريم 2"، الذي قام قمر ببطولته، بأنه "لا علاقة له بفن السينما"، مما دفع قمر إلى اعتباره إهانة شخصية. من جانبه، هاجم قمر الشناوي الإعلام المصري والعربي، مُشيرًا إلى أن الخلاف بينهما شخصي ويعود إلى أكثر من 20 عامًا.

مراجعة احداث فيلم الاسكندراني

فى فيلم الاسكندراني هل كان الشرط الفني أفضل في أيام مبارك؟

وتبدو شخصية "بكر الإسكندراني" التي يجسدها خالد يوسف، محاكاة ساخرة لشخصيات عكاشة، حيث تتميز برمزيتها المباشرة وأيديولوجيتها الواضحة. من المفترض أن يمثل بكر رمزًا للهوية المناهضة في الإسكندرية، وينشأ الصراع في الفيلم من كراهية والده. ويظهر هذا الجانب الدرامي جلياً في أحداث الحفل، من خلال استخدام تعبيرات مباشرة عن هوية الإسكندرية ووجهها المتغير. وفي المشاهد الثانوية التي تظهر في الربع الأخير من المسرحية، يقرر بكر شراء جميع المحلات المحيطة بوكالة والده. لكن سبب هذا القرار لا يعود إلى تغيير أو صراع مع والده حول هوية المكان، بل هو دافع الانتقام المحض. وكان هذا القرار بسبب زواج حبيبته قمر من منافسه يونس، مما جعل بكر يشعر بالانتصار على أبيه الذي أذل ابنه أمام الجميع. ويبدو أن خالد يوسف نجح في بناء الإطار الدرامي الرئيسي للفيلم، حيث تدور الأحداث في هذا الإطار لطرح السؤال الذي يسعى عكاشة للإجابة عليه. ومع ذلك، فإن هذا البناء والموضوع يقدمان رؤية سطحية للشخصيات، مما يجعل من الصعب على المشاهد أن يفهمها. وهذا يثير تساؤلات حول مكانة خالد يوسف والانفجارات السياسية الاستفزازية التي أصبحنا نتوقعها من الأفلام التي صنعت منه نجماً في عهد مبارك. هل تغير أدائك الفني؟ أم أننا نفعل ذلك؟ ويبدو أن المشاهدين اعتادوا على نوع من السينما يشبه صخب المظاهرات، مع نقد مباشر لاذع وقوي، وشخصيات مرتبطة بدرجات متفاوتة من السياسة، ومشاهد جريئة كثيرة من شأنها إثارة الجدل في المجتمعات العربية. اعتبر هذا المزيج ضمانا للنجاح. لكن ربما لا تجدها في الفيلم الجديد، أو ربما تكون موجودة، لكن بنكهة لطيفة للغاية. لقد تحولت الإسكندرية التي وصفها عكاشة في النص الأصلي إلى شكل جديد، وتم هدم العديد من معالمها التاريخية. والآن نرى على الشاطئ مواقف مخصصة للسيارات، والبحر لا يظهر إلا من خلال ظلال وانعكاسات المقاهي والمطاعم الأنيقة، ويحيط به سياج حديدي مرتفع. وبحسب تقديرات الدكتور محمد عوض، الرئيس السابق للأمانة الفنية للجنة الدائمة لحفظ التراث، فإن الإسكندرية تواجه خسائر فادحة في قصورها وفيلاتها التاريخية والأثرية التي تتميز بتميزها. التراث المعماري وأسلوبه التاريخي والثقافي الفريد. في غضون ذلك، يرى أحمد عبد الفتاح، عضو اللجنة والمستشار بالمجلس الأعلى للآثار.

مدينة الإسكندرية التي تضم أكثر من 300 قصر وفيلا أثرية، لم تحظ بالاهتمام والرعاية اللازمتين. وأشار عبد الفتاح إلى أن منطقة كفر عبده وحدها تضم ​​نحو 80 قصراً وفيلا أثرية وتاريخية. ولعل مخرج الفيلم الذي طالب بوقف عمليات التعديات على الأراضي من خلال سن قانون يمنع هدم الفيلات والقصور القديمة، يتذكر قضية فداء المعداوي والفيلا التي سيتم هدمها في الراية البيضاء. ومع ذلك، يبدو أن معالجة الفيلم لهذه القضايا لا تعكس حجم الانتهاكات التي تعاني منها المدينة. المشكلة لا تكمن فقط في وجود أب ظالم يتمتع بتوكيل رسمي أو فقدان الهوية المحلية بسبب التحديث، بل أيضاً في وجود سياسات منهجية قد تتطلب ردود فعل تتجاوز النقد المهذب لسكان البلاد. في هذه الأثناء، يفشل يوسف في تنظيم "مظاهرة فنية" ضد الحكومة، ويفشل في الإقناع حتى في خطاب مباشر على غرار خطاب عكاشة. ولعل السبب هو استخدام أيديولوجية قديمة لا تعكس الواقع الذي يتطلب لغة ووجهات نظر جديدة تماما. كل فنان يتحدث عن فكرة أو تحدٍ أو مشهد يشغله، وكانت الهوية المصرية أحد أهم الموضوعات التي استحوذت على اهتمام أسامة أنور عكاشة في أعماله. على سبيل المثال، في مسلسل "الراية البيضاء"، صوّر الصراع بين القبح والجمال، وبين الثراء الفاحش المبني على الجهل والثقافة والتمدن، مستخدماً رمزية قرية "مفيد أبو الغار" التي ترمز لشخصية "فضاء المعداوي" التي تسعى للقضاء عليها بكل فسادها ونفوذها وأموالها. كما استخدم نفس الأسلوب في أعمال أخرى مثل "زيزينيا" و"عفارة السيالة"، مع التركيز على مدينة الإسكندرية كخلفية للأحداث. ورغم أن عكاشة أعاد النظر في مشاكل القاهرة أيضاً في أعمال مثل "ليالي الحلمية" و"أرابيسك"، إلا أن الفنان لم يتجاهل المدينة الساحلية تماماً. وهذه المخاوف أيضا

لماذا يخلو فيلم الاسكندراني من المشاهد الجريئة؟

يبدو أن خالد يوسف لم يُحقق توقعاته بشأن فقدان هوية الإسكندرية، كما أشار في تصريحاته. كما فشل في خلق مستويات استقبال مختلفة تُمكّن المشاهدين من فهم تعقيدات موضوع الهوية، الذي كان من المفترض أن يكون أساس الفيلم، كما يُشير المخرج يوسف. تجنب يوسف المشاهد "الجريئة" لعدم توافقها مع سياسات الرقابة الحالية في مصر، مما جعل الفيلم حذرًا للغاية. على سبيل المثال، في مشهد بين تسنيم ماهر وأحمد العوضي، والذي كان من المفترض أن يتضمن علاقات جنسية غير رضائية، عُرضت التفاصيل بصمت دون الكشف عنها، مما جعل الرمزية تبدو ساذجة مقارنةً بمشاهد خالد يوسف السابقة التي تضمنت قدرًا كبيرًا من الجرأة في الأفلام. يبدو أن الفيلم لم يكن جريئًا سياسيًا أو جنسيًا، حتى بالمعايير المصرية في عهد حسني مبارك. علاوة على ذلك، يبدو "البحث عن الهوية" في الفيلم أكثر شيوعًا وعمومية، خاليًا من أي معنى حقيقي. ليس فقط لأن مسألة الهوية لم تعد ذات صلة في مصر، بل أيضًا لأن القوى التي تُشكل هوية البلاد المعاصرة - سواءً أكانت سياسية أم دينية أم وطنية - لم تعد تقبل أي نوع من النقاش، حتى بالصيغ التقليدية التي استخدمها عكاشة ويوسف. وهكذا، يبدو الفيلم خطابًا عن الهوية، لكنه يفتقر إلى هوية خاصة به.

بالحديث عن عناصر الفيلم الأخرى، قد يُشيد بعض النقاد بتجنب المخرج للحوارات والمونولوجات الطويلة، بالإضافة إلى أداء بعض الممثلين، لكن كل هذا لا يُضيف قيمة إلى فيلم يبدو أنه لم يُوفِ بوعد عنوانه.

إرسال تعليق

Announcement!