قد لا تكون هناك كلمات كافية لوصف ما حملته الحلقة 18 من مسلسل حرب الجبالي وليس لأنها غنية بالاحداث فقط بل لأنها ببساطة حلقة تسكن القلب وتوقظه معا وشيء يشبه ذلك الشعور الذي يتملكك حين تفقد شخصا لم تكن تتخيل يوما أنه سيرحل وفجأة يصبح غيابه محور كل شيء مشهد البداية وحده ودعني أقول وكأن الكاميرا لم تكن تصور فحسب بل كانت تهمس في أذنك استعد فاليوم لن يكون عاديًا.
مسلسل حرب الجبالي
تدور أحداث المسلسل في حي الحرير بمنطقة الجمالية فى إحدى أشهر المناطق التاريخية في القاهرة ويروي قصة صراع بين عائلتين نافذتين عائلة الجبالي والتي يؤدي دورها صلاح عبد الله وابنه حرب الجبالي الذي يؤدي دوره أحمد رزق وعائلة الغرباوي التي يؤدي دورها سعيد الغرباوي الذي يؤدي دوره رياض الخولي وشقيقه راشد الذي يؤدي دوره أحمد خالد صالح ولا يقتصر هذا الصراع على المال والثروة والنفوذ بل يمتد إلى قصص الحب حيث تخفي علاقات أبطالها خيانات مريرة.
تفاصيل مسلسل حرب الجبالي الحلقة 18
استيقظ حرب من نوم مضطرب بعد حلم غريب رأى فيه والده كأنه يلوح له من بعيد ولم يكن يعلم أن هذا الحلم تحديدا هو نبوءة مصغرة للحظة الفقد ودخل إلى غرفة والده عثمان الجبالي فوجده راقدا بلا نفس وبلا حياة. تلك الثواني التي سبقت صرخته وكانت من أثقل اللحظات في الحلقة مشهد موت عثمان، الذي قام بدوره باقتدار الفنان صلاح عبد الله ولم يكن مجرد لحظة تمثيلية لقد كان صفعة عاطفية ووفاة عثمان الجبالي في الحلقة 18 قلبت الموازين والمشهد كتب وأُخرج بطريقة ناعمة ودون صراخ او مبالغة ولكنه اخترق القلوب وربما لان الفقد هنا لم يكن مفاجئا فقط بل لأنه فَقد الأب والقدوة والظل وكل ما يشكل حجر الزاوية في حياة رجل مثل "حرب".
صراع داخل القلب: حب أميرة وحيرة القرار
ما زلت أذكر نظرات أميرة وهي تقف في مواجهة حرب في كل مرة يحاول فيها أن يبتعد عنها وتقف تلك العاطفة التي بينهما حالاا أمام القرار والعلاقة بين أميرة وحرب لم تكن مجرد قصة حب عابرة بل كانت مساحة معقدة من المشاعر المتداخلة وبين رغبة في التقرب وخوف من ما قد يترتب على هذا القرب وفي الحلقة 18 نشهد لحظات صمتٍ بينهما تقول الكثير وهو أمر محبب في الأعمال الدرامية الجيدة أن تترك المساحات ليقرأها المشاهد وبدلًا من أن تقال بالحرف وأميرة من ناحيتها لم تستسلم للرفض البارد من حرب لقد كانت حقيقية عنيدة أحيانًا، صادقة في كل لحظة وطوال الحلقة تظل تسأل نفسها وربما نحن أيضا نسأل هل يمكن للحب أن يعيد ترتيب الخسارات؟
زواج ثريا فى مسلسل حرب الجبالي
لا يمكن الحديث عن أحداث الحلقة 18 من مسلسل حرب الجبالي دون التوقف عند قرار حرب بالزواج من ثريا القرار الذي بدا للكثيرين مفاجئًا ولم يكن كذلك لمن تابع الصراع الداخلي الذي يعيشه حرب منذ بداية العمل ففقد الأب والشعور بالمسؤولية والانفصال العاطفي عن أميرة وكل ذلك جعله يهرع إلى أكثر خيار يبدو آمنا ولكن هل ثريا هي فعلا خيار آمن؟ أم أن الحرب يهرب من حبه القديم إلى علاقة مفروضة؟ تساؤلات لا تنتهي وتترك الباب مفتوحا أمام احتمالات كثيرة في الحلقات القادمة وفي هذه الحلقة أيضا، تتجلى شخصية الأم (التي تجسدها سوسن بدر) بقوة وإن كان بصمت. الأم التي فقدت زوجها والتي ترى ابنها يتخذ قراراته وحده والتي تشاهد بناتها تتصرفن من خلف ظهرها ولم تقل الكثير. لكنها نظرت ونظرتها وحدها كفيلة بأن توقف المشهد وهكذا هي الأمهات في الدراما المصرية الأصيلة ولا يصرخن بل يتحدثن بأعينهن وتلك العين تقول ما يعجز عنه ألف حوار
من أكثر المشاهد التي تركت في النفس أثرا وكان ذلك الذي يفتح فيه حرب صندوق أبيه والصندوق حرفيًا ورمزيًا ومليء بالأسرار ووجدت فيه مفاتيح ووصية ووربما خريطة مستقبل أليس هذا غريبا؟ أن يلقي والدك إليك ما تبقى من حكمته في صندوق صغير وللاكن هناك شيء لم يقال بعد هناك ما شعر به حرب لحظة لمس الصندوق ولم يكن يلمس خشبا وكان يلمس تاريخًا. إرثا وعبئا حتى.
تحليل الحلقة 18 مسلسل حرب الجبالي
قد لا تكون هذه الفقرة مطلوبة في مقال نقدي تقليدي ولكنها حتما ضرورية حين تكتب وأنا أتابع الحلقة شعرت وكأنني أراقب مشهدا حقيقيا في بيت أعرفه وشعرت بالحزن حين توفي عثمان وليس لأن الشخصية محبوبة فقط بل لان خسارته جعلت كل شيء حول حرب يبدو هشا وإن سألتني عن أكثر لحظة أثرت فيا؟ فستكون عندما جلس حرب وحيدًا بعد العزاء وهو ينظر في الفراغ وكأن صوت أبيه ما زال يملأ الغرفة لحظة صامتة ولكنها قالت كل شيء.
ملخص الحلقة 18 من مسلسل حرب الجبالي
-
وفاة عثمان الجبالي تشكل محور الحلقة وتحرك كل الخطوط بعدها
-
أميرة تحاول البقاء قريبة من حرب ورغم بروده الظاهري
-
قرار مفاجئ بزواج حرب من ثريا وسط ذهول العائلة
-
الأم تصمت ولكنها تراقب كل شيء بعين الأم التي ترى ما لا يقال
-
فتح صندوق الأسرار كان لحظة رمزية رائعة
والحلقة جمعت بين الدراما النفسية والعائلية والعاطفية، بل وحتى الرمزية ولعل من أبرز نجاحاتها أنها حافظت على توتر الأحداث دون أن تلجا إلى المبالغة وهذا بحد ذاته نجاح يحسب لفريق العمل وعلى رأسهم الكاتب سماح الحريري والمخرج محمد أسامة والموسيقى والإضاءة وزوايا التصوير كلها خدمت المشاهد دون أن تطغى عليه شيء نادر أن تجده في كثير من المسلسلات العربية اليوم ولاكن الآن وقد غادرعثمان الجبالي عالم مسلسل حرب الجبالي تبقى الأسئلة معلقة في الهواء
هل يستطيع حرب أن يقود عائلته كما كان والده؟
هل يبقى حب أميرة في قلبه؟
هل ستكون ثريا دعما أم عبئا؟
وهل سيبقى الصمت سيد المواقف أم أن الانفجار قادم لا محالة؟
مسلسل حرب الجبالي الحلقة 18
للحلقة 18 من مسلسل حرب الجبالي اضغط هنا