مسلسل ما تراه ليس كما يبدو الحلقة 21

مسلسل ما تراه ليس كما يبدو الحلقة 21

مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

عُرضت اليوم الحلقة الخامسة من مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" على قنوات DMC ومنصتي Watch It وشاهد والمسلسل من تأليف محمد الدسوقي رشدي وإخراج محمود زهران، وإنتاج كريم أبو ذكري وبطولة نخبة من النجوم وتبدأ الحلقة بظهور نورا (نورا عبد الرحمن) في بث مباشر على تيك توك وحيث تتهم رجل الأعمال الشهير علي درويش والمعروف بسمعته كصاحب دار أيتام بالتحرش داخل الدار وفي هذه الأثناء ويجلس علي درويش في سيارته، ويتلقى اتصالا يروي تفاصيل الأحداث. يعاني من ضيق في التنفس وغضب شديد، لا سيما مع ارتفاع نسبة مشاهدة الفيديو بشكل كبير.

وردة

الحلقة غاصت في حكاية "وردة" والفتاة التي حلمها هو حلم ملايين الشباب حاليا وأن تصبح "إنفلونسر" مشهورة على تيك توك وكانت تملك كل المقومات موهبة طبيعية وحضور قوي أمام الكاميرا وكاريزما تجذب الأنظار والأهم عزيمة لا تلين ولكن وكما يذكرنا المسلسل ما تراه ليس كما يبدو وبينما كانت وردة تجري خلف الشهرة وقعت في شباك شخصية تدعى الوكيل وشخصية غامضة كأنها خرجت من كابوس ويتحكم في خيوط كثيرة في عالم المؤثرين. الفنان مراد مكرم أبدع في تجسيده لدرجة أنك تشعر أنه بالفعل ساحر قادر على تحويل أي شخص عادي إلى نجم لامع ولكن السؤال هل هو فعلًا كذلك؟ أم أن هناك وجها آخر أكثر قسوة يختبئ خلف ابتسامته الباردة؟

وكالات التيك توك

شخصية "الوكيل" سيطرت على تفكيري طوال الليل وفي البداية يظهر كأنه المنقذ والملاك الذي سينتشل وردة من الظلام إلى النورويحقق لها كل أحلامها ولكن مع تقدم الأحداث ويتكشف الوجه الحقيقي وجه أبشع مما يمكن تخيله وهو ليس مجرد وكيل أعمال وبل رجل يستغل أحلام الشباب، ويحوّلهم إلى أرقام في حساباته البنكية وأدوات لجني الأرباح يستغل أسرارهم ونقاط ضعفهم الخفية وحتى تفاصيل حياتهم الشخصية فقط ليزيد نسب المشاهدة والتفاعل وهنا يطرح المسلسل سؤالا مؤلما وما الثمن الحقيقي للشهرة؟ هل يمكن أن نبيع روحنا وكرامتنا وسلامنا النفسي أغلى ما نملك مقابل حفنة من اللايكات والتعليقات؟
بالنسبة لي بعد هذه الحلقة أصبحت أخشى الشهرة أكثر بكثير مما كنت أحلم بها. ربما الشهرة ليست نعمة، بل لعنة.

وردة: ضحية بريئة.. أم شريكة في الجريمة؟

وردة تلك الفتاة البريئة وربما الساذجة قليلا وجدت نفسها غارقة حتى أذنيها في بحر من الأكاذيب والفضائح والوكيل أجبرها على القيام بأفعال لم تكن لتتخيّلها في حياتها اليومية وكل ذلك من أجل التريند والذي يطارده بجنون والمشهد الذي تنهار فيه وردة في بث مباشر على تيك توك ومهددة بالانتحار وكان من أقسى المشاهد شعرت حينها أنني أريد أن أمد يدي عبر الشاشة لأربت على كتفها جعلني أتيقن أن هناك خطبا جللا يحدث حولنا ونحن غافلون.
هل نحن  كمشاهدين  بإصرارنا على متابعة الفضائح والإثارة ونسهم في دفع هؤلاء الشباب إلى حافة الهاوية؟ هل نحن نصنع الوحوش بأيدينا ونغذيها بفضولنا المريض؟ سؤال موجع يحتاج إلى إجابة صادقة من داخل كل واحد منا.

الجانب الإنساني فى مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

المسلسل لا يقدم شخصيات بالأسود والأبيض فقط وهذه نقطة تحسب له وحتى "الوكيل" رغم كونه شريرا من الدرجة الأولى ونلمح له لحظات إنسانية تشككنا في كل ما اعتقدناه ويلمح العمل إلى أنه ربما كان ضحية في الماضي وأن ما يفعله الآن هو مجرد إعادة إنتاج لدائرة مؤلمة عاشها هو نفسه وبالطبع هذا لا يبرر أفعاله القاسية ولكنه يدفعنا للتفكير في الجذور الحقيقية لهذه الظاهرة وهل هي جشع شخصي؟ أم منظومة كاملة تُشجع على الاستغلال؟ ربما تكون الإجابة أعقد مما نتصور وربما تكون كامنة فينا نحن.

نهاية الحلقة 21

تنتهي الحلقة بمشهد صادم  لن أحرق الأحداث  لكنه يجعلك تفكر طويلا بعد نهايتها وهل ما رأيناه هو الحقيقة كاملة؟ أم أن هناك طبقات أخرى من الخداع لم تُكشف بعد؟ وهنا تتجلى براعة المسلسل ولا يمنحك الإجابات على طبق من ذهب وبل يتركك في حيرة، باحثا ومحللًا ولتصل أنت بنفسك إلى الحقيقة وهذا في حد ذاته فن وحلقة "الوكيل" من مسلسل ما تراه ليس كما يبدو ليست مجرد حلقة عابرة تشاهدها ثم تنساها وإنها مرآة لعصرنا الحالي وتحذير واضح من مخاطر الشهرة الزائفة ودعوة للتفكير بعمق في أثر السوشيال ميديا على حياتنا وحياة أولادنا وإن لم تكن قد شاهدت الحلقة بعد وأنصحك أن تشاهدها بتركيز وإن شاهدتها فأنا في انتظار رأيك وهل تستحق الشهرة فعلًا كل هذا العناء؟ وهل يمكن أن نجد طريقة نستفيد بها من السوشيال ميديا بشكل إيجابي وبعيدًا عن فخاخ الاستغلال والضياع؟

وشخصيًا وبعد كتابة هذه المقالة وشعرت أنني بحاجة إلى مراجعة علاقتي بالسوشيال ميديا وربما نحن جميعا بحاجة لذلك وفليس كل ما نراه حقيقة وليس كل ما يلمع ذهبا والأهم أن نحافظ على إنسانيتنا وسلامنا النفسي وقيمنا والشهرة قد تأتي وتذهب في لحظة ولكن ما يبقى هو ما نبنيه بداخلنا هو ما يشكل شخصياتنا الحقيقية وأتمنى أن تكون هذه المقالة قد لامست شيئًا في داخلكم، وفتحت بابا للنقاش وفي انتظار تعليقاتكم بكل شغف ودعونا نفكر سويا، فربما نجد حلولا لهذه المشكلات التي أصبحت جزءًا من حياتنا ومن يدري؟ ربما يكون ما تراه ليس كما يبدو بداية لوعي جديد أفضل بكثير.

مسلسل ما تراه ليس كما يبدو الحلقة 21

للحلقة 21 من مسلسل ما تراه ليس كما يبدو اضغط هنا

إرسال تعليق